شرح اغنية مع البغدادية لكاظم الساهر(مع رابط لتحميل الاغنية)

تحميل الاغنية

نضع الان... الكلمات الأصلية للقصيدة التي كتبها نزار قباني"

قصيدة " مع بيروتية "

لم يبق سوانا في المطعم
..لم يبق سوى
..ظل الرأسين الملتصقين

لم يبق سوى
..حركات يدينا العاشقتين

وبقايا البن الراسب
في أعماق الفنجانين

لم يبق سوانا في المطعم

بيروت . تغوص كلؤلوة
.. داخل عينيك السوداوين

بيروت . تغيب بأكملها
.. رملا ، وسماء ، وبيوتا
..تحت الجفنين المنسبلين

بيروت . أفتش عن بيروت
..على أهدابك ، والشفتين
.. فأراها طيرا بحريا

وأراها عقدا ماسيا
.. وأراها امرأة فاتنة

تلبس قبعة من ريش
.. تشبك دبوسا ذهبيا

وتخبيء .. زهرة غاردينيا
.. خلف الأذنين

بيروت ! وأنت على صدري
.. شيء .. لا يحدث في الرؤيا

من يوم تلاقينا فيها
.. صارت بيروت

.. هي الدنيا

لم يبق سوانا .. في المطعم
.. شال الكشمير .. على كتفيك

.. يرف حديقة ريحان

يدك الممدودة .. فوق يدي
.. أعظم من كل التيجان

عيناك .. أمامي صافيتان
.. صفاء سماء حزيران

وطفولة وجهك مقنعة
.. أكثر من كل الأديان

ما دامت مملكتي عينيك
.. فإني سلطان زماني

المطعم أصبح مهجورا
.. وأنا أتأمل فنجاني

ماذا سيكون بفنجاني ؟
.. غير الأمطار ، وغير الريح

.. وغير طيور الأحزان

تذبحني امرأة من لبنان
.. تساوي ملك سليمان

.. آه.. يا حبي اللبناني

.. آه.. يا جرحي اللبناني

لا غيرك يسكن ذاكرتي
لا غيرك يسكن أجفاني

قد ماتت كل نساء الأرض
.. وأنت بقيت بفنجاني

*******

و الان نحلل الأغنية كما غناها كاظم الساهر...

المقطع الأول:

لم يبق سوانا في المطعم
لم يبق سوى... ظل الرأسين الملتصقين

لم يبق سوانا في المطعم
لم يبق سوى... حركات يدينا العاشقتين

بغداد... تغوص كلؤلؤةٍ داخل عينيكِ السوداويين
بغداد... تغيب بأكملها... رملاً وسماءاً وبيوتاً تحت الجفنين المنسبلين

بغداد و أنتِ على صدري شيء لايحدث في الرؤيا
من يوم تلاقينا فيها صارت عيناكِ هي الدنيا

التحليل:

يبدأ الكاتب بقوله مخاطبا حبيبته "لم يبق سوانا في المطعم" ..غادر الجميع... و بقيا وحدهما في المطعم... سرقهم الحب و الهوى و الغزل... و فيها صور كثيرة أيضا... يتضح أن الوقت قد سرقهم في جلستهم... لأنهم كانوا غارقين في الحب... و الدليل على ذلك... قوله "لم يبق سوى ظل الرأسين الملتصقين" و أيضا " لم يبق سوى حركات يدينا العاشقتين"... و هما صورتين جميلتين... لحب يجلس في مطعم بغدادي ( بيروتي )...

ثم يكمل و يغازلها... "بغداد... تغوص كلؤلؤة داخل عينيك السوداوين" و هنا صورة فنية جميلة رائعة... من نزار قباني...

أولا: صوّر بغداد لؤلؤة و هي دلالة على الشيء الثمين النادر...
ثانيا: صوّر عيني حبيبته ببحرٍ تغوص فيه هذه اللؤلؤة... و هي دلاله على أن عيني حبيبته واسعتين...

الصورة الأجمل في هذا المقطع و الخفية بين السطور... هي أن نزار قباني صوّر بغداد اللؤلؤة الجميلة الثمينة البيضاء اللون في عيني حبيبته "السوداوين" ... و كما هو المعروف بأن هذه هي صفة العيون الحوراء... بياضها شديد جميل... و سوادها شديد جميل...

و أكمل المقطع: "بغداد... تغيب بأكملها... رملا و سماء و بيوتا تحت الجفنين المنسبلين.."

يا سلام يا نزار قباني... سحر كبير في الكلام و ترابط الأفكار...

هذا المقطع مترابط ترابط وثيق بالمقطع السابق... لأنه صوّر عينيها ببحر واسع كبير... في المقطع السابق.. و أكمل الفكرة... فصوّر الرمال و البيوت و السماء... تغيب تحت جفني عيني حبيبته المنسبلين...

الصورة المكتملة للمقطع:

العينين = بحر
الجفنين = الرمال و السماء و البيوت...

أي كأنه يقول :

عينيك البحر و جفنيك رمال الشاطئ و اليابسه من بعده...
عينيك البحر و جفنيك السماء فوقه...
عينيك البحر و جفنيك بيوت بغداد (بيروت) بما تحتويها من بشر و كائنات و جمادات و و و و ...

ثم يكمل بقوله " بغداد و أنت على صدري شيء لا حدث في الرؤيا... من يوم تلاقينا فيها صارت عيناك هي الدنيا "

ينتقل بالغزل الان إلى بغداد (بيروت) ... يتغزل ببغداد فقد أصبح يحبها و يعشقها لأنها مسكن و بلد حبيبته... فيقول... و بغداد على صدره شيء لا يحدث في الرؤيا...

كلامه شيء لا يحدث في الرؤيا... كلام جميل... فكما نعلم أن الرؤيا هي للأنبياء و الصديقين فقط... و قالها كذلك... فقال بأن هذا من المستحيل أن يحدث حتى في الرؤيا...

و يكمل فيقول بأنه من يوم ما إلتقى بحبيبته في بغداد (بيروت ) صارت عيني حبيبته هي الدنيا...

نقف هنا عند المقارنة التالية:

" من يوم تلاقينا فيها... صارت عيناك هي الدنيا " ... كما غناها كاظم
" من يوم تلاقينا فيها... صارت بيروت هي الدنيا " ... ما كتبها نزار

أنا بشوف إنه لو كاظم غناها مثل ما كانت في كتابة نزار... " من يوم تلاقينا فيها... صارت بغداد هي الدنيا "... بتكون أجمل و أكثر ترابط مع المقطع اللي سبقها... لإنه كان يتغزل في المقطع ببغداد ( بيروت ) و فجأة انتقل لعيني حبيبته...

المقطع الثاني:::

لم يبق سوانا ياعمري
شالُ الكشمير على كتفيكِ... يرف حديقة ريحانِ

يدكِ المدودة فوق يدي... أعظم من كل التيجانِ
مادامت مملكتي عيناكِ... فأني سلطان زمانِ

معاني الكلمات:

الكشمير: نوع من أنواع الماعز المنتج للشعر الحريري : حيث تربى هذه السلالات لغرض الحصول على الشعر الصوفي الناعم الطويل أو القصير الذي ينمو عليها وتشمل :

و ماعز الكشمير ( Cashmere ) : توجد في منطقة باكستان والهند . وهي ماعز متوسطة الحجم، و ذات قرون حلزونية، و آذان طويلة، و لونها أبيض مائل للاصفرار. ويتميز شعر الكشمير بطوله واستقامته وملمسه الحريري، لهذا يستعمل في صناعة أرقى الأقمشة (الشيلان، الكشمير) خاصة المأخوذ من طبقة الشعر القصير الناعم الملاصق لجسم الماعز.

رفّ::: من المعجم الوسيط للغة العربية...

رفا و رفيفا و رفة رفرف يقال رف الطائر و رفت العين أو الحاجب اضطربت و تحركت بخير أو شر قال أبو العلاء ( لم أدر إلا الظن ظن الغائب...أبك أم بالغيث رف حاجبي )

و رفّ النبات و نحوه::: اهتز من الري و النضارة و البرق و غيره تلألأ...

النبت والشجر ( يرفّ ) و رفا و وريفا... تنعم و اهتز و رأيت لخضرته بهجة من ريه ونعمته

التحليل:

يعود إلى مغازلة حبيبته فيقول " لم يبقى سوانا يا عمري " ... و هنا تأكيد على أنه يعيش معها لحظات جميلة و يكاد الوقت يسرقهما...

و من ثم يبدأ بالمقطع الجميل الرقيق اللحن " قتلني هذا المقطع" ...

يقول: " شال الكشمير على كتفيك... يرف حديقة ريحان " ...

أي أن شالها الراقي المصنوع من الكشمير الحريري الراقي الثمين... يروي حديقة من الريحان... و يقصد بالريحان هنا " شعره حبيبته... هذا من منظوري الشخصي... و معناه بأنه الشال الكشميري يسقي أو يروي شعرها... فيهتز شعرها ألقا و بهجة و ما إلى ذلك...

ثم يكمل فيقول.. " يدك الممدودة فوق يدي أعظم من كل التيجان" ...

فيها صورة فنية جميلة و رائعه... يصوّر يد حبيبته تاجا عظيما بل أعظم من كل التيجان... و يصوّر يده رأسا يوضع عليه هذا التاج... دلالة على عظمة لمسة يد حبيبته و علو شأنها عنده...

ثم يكمل الفكرة فيقول:: "ما دامت مملكتي عينيك ... فإني سلطان زماني"

أيضا صورة فنية و تشبيه ... فصوّر عينيه بمملكة... و بما أنه حبيبها... صور نفسه بسلطان على هذه sssssss و على زمانه كله...

المقطع الثالث:::

المطعم أصبح مهجوراً... وأنا اتأمل فنجاني

ماذا سيكون بفنجاني !
غير الأمطار.. وغير الريح.. وغير طيور الأحزانِ

تذبحني امرأة من وطني... تساوي ملك سليمانِ
آه ياحبي البغدادي .. آه ياجرحي البغدادي

لم يبق سواكِ بذاكرتي.. لم يبق سواكِ بوجداني
قد ماتت كل نساء الأرض.. وأنتِ بقيتِ بفنجاني

التحليل:

يكمل بقوله بنقلةٍ غريبة في النص ... " المطعم أصبح مهجورا... و أنا أتأمل فنجاني "...

المتتبع للكلمات... يحس بأن شيئا ما قد حدث و تغير... و لكن المقصود الحقيقي بهذا الكلام... أنه قد تأخر في هذا المطعم و هو لا يحس بالوقت...

على ما يبدو... أن نزار قباني.. بقي في المطعم وحده بعد أن غادرت حبيبته... فيشكو من ألم حبه و شوقه لحبيبته التي غادرته... مع أنها على ما يبدو غدرته قبل قليل...

فبقي وحيدا و يتأمل بفنجانه و يسأل نفسه... " ماذا سيكون بفنجاني! " ... بتعجب... و هنا كأنه يقرأ فنجان القهوة الذي أمامه... من أين حددنا أنه فنجان قهوة... من قصيدة نزار قباني الاصلية...

يقرأ فنجانه... ثم يجيب نفسه و يقول " غير الأمطار ... و غير الريح ... و غير طيور الأحزان " ... و هنا يبدو حزنه الشديد على فراقه حبيبته... فيبدو أن بفنجانه دنيا مضطربة...

ثم يفصح عن همه و حزنه بقول " تذبحني إمرأة من وطني ( من لبنان ) ... تساوي ملك سليمان "... فحبه لحبيبته البغدادية ( البيروتية ) ... قد ذبحه و أتعبه تعبا شديدا... و يصف حبيبته بأنها تساوي ملك سليمان... و كلنا نعرف أن سيدنا سليمان عليه السلام... قد وهبت الارض في يديه... و ملكها جميعها... و كان ملك عظيما... فحبه لحبيبته و تقديره لها ... أعظم من ملك سليمان بذاته...

و يتبع هذه الذبحة آهات جميلة في... يقول فيها " اه يا حبي البغدادي (اللبناني) ... اه يا جرحي البغدادي (اللبناني) ..." دلالة على تعبه و إعيائه الشديد من شوقه لحببته البغدادية (البيروتيه)...

يعود إلى قرائة فنجانه فيقول ... " قد ماتت كل نساء الأرض ... و أنت بقيت بفنجاني..." ... فقدرأى بفنجانه بأن جميع النساء ماتت... و بقيت هي حية ترزق...

الله الله يا كاظم و يا نزار
بالفعل روعة كل ما يقدمه هذان الاثنان
مشكور يا صاحبي

» أفضل برنامج لتحميل الملفات Depositfiles Filemanagr + التعريب