كيف يقيم المدير الناجح علاقات إيجابية مع موظفيه؟
مثلما يتم تقييم الطلاب لضمهم إلى المسار الأكاديمي المناسب في سن مبكرة، كذلك يتم تقييم الموظفين وتقدير مستواهم من الأسبوع الأول للعمل. فالموظفون في هذه الحالة يكونون مثل الأطفال الذين ينتهون إلى مرحلة التعايش مع التوقعات السلبية التي وضعها الآخرون لهم على الرغم من أنها قد تكون مبنية على أساس خاطئ.
يواجه المشرف أو المدير تحديا كبيرا يتعلق بتحقيق التوازن بين الرغبة في منح الموظفين الحرية في العمل من ناحية، ومن الناحية الأخرى الحاجة إلى الاطلاع على مجريات الأمور في العمل. في مواجهة هذا التحدي يكون أمام المدير حل من اثنين في التعامل مع كل موظف: إما التحكم وإما التمكين.
إذا نجح المدير في تحقيق هذا التوازن تتحسن العلاقة بينه وبين موظفيه، وبالتالي يقبل الموظف على العمل، إلا أن الكثير من المديرين في الواقع لا يتمكنون من حفظ هذا التوازن. وتظهر أعراض "متلازمة حث الموظفين على الفشل" على المدير عندما ترجح كفة التحكم على التمكين.
من المعروف والواضح أن المديرين عادة لا يعاملون كل الموظفين بالطريقة نفسها، فسلوكهم تجاه الموظف يعتمد على إدراكهم المبكر لأداء كل شخص.
وعلى وجه الخصوص يميل المديرون إلى التعامل بطرق يغلب عليها التحكم مع من يدركون ضعفه من الموظفين.
غالبا ما ينتج مثل هذا السلوك عن دائرة مفرغة يثبط فيها سلوك المدير من همة الموظف ويدفعه إلى المزيد من سوء الأداء، ما يؤدي بالمدير إلى الاستمرار في السلوك المثبط معه، وهكذا. في هذه الحالة يتوقف الموظف عن محاولة تحسين أدائه في العمل، وبالتالي يفقد المدير الفرصة في تحقيق الاستفادة الكاملة من قدرات هذا الموظف.
عندما يدخل المدير في هذه الدائرة يفقد قدرته على النظر إلى أداء الموظف من زاوية جديدة ومن هنا تبدأ الكارثة. بدأت فكرة الكتاب بمقالة نشرت في مجلة "هارفارد بيزنس ريفيو" عام 1998 تحمل فكرة الكتاب نفسها، وهي أن المدير يضع التوقعات للموظفين الذين يرأسهم.
فعندما يبدو أحد الموظفين نشطا وميالا للعمل ومستعدا للتواصل مع المدير، يبدأ المدير في إدارته وتوجيهه بحماس. إلا أنه في بعض الحالات يجد المدير نفسه متجنبا للتعامل مع أحد الموظفين بخيلا في توجيهه، وفي النهاية يدمر هذا الموظف لمجرد أن علاقتهما معا ليست على ما يرام.
يستعرض الكتاب أعراض متلازمة الحث على الفشل وكيفية التعرف عليها في العلاقة بين المدير وموظفيه، وكيفية علاج هذه المتلازمة قبل أن تستفحل أعراضها وقبل فوات الأوان. كذلك يوضح الكتاب للمديرين كيفية الحفاظ على التوازن ووأد هذه المتلازمة في المهد والبدء في إقامة علاقات إيجابية جديدة مع الموظفين.
===============اخوكم يوسف 64 ==============