بصراحة انا ما بشجع الريال بس لما قريت هالموضوع ما قدرت الا فرجيكنياه لانو الكاتب عبر عن الي داخلو باسلوب رائع وواضح انو عاشق حقيقي ....اقرو واستمتعو
من افضل الاشياء التي عرفتها ” أن القمه لا تتسع الا لواحد ” , وان الطريق الوعر من قمة الجبل العاليه الى اخفض نقطة فيه تبدو سالكه لواحد , ولان .. القمه يتزاحم عليها الكثير , فنجد الطريق كلها مُكتضه بمُريدوها , لكن , لكي يكونون هُناك عليهم ان يقتلوا اي واحد امامهم , فالذي في القمه ” لا يستطيع ان يعود ” لان الطريق مُكتضه ولا تكفي الا لسير واحد , والذي يُريد القمه ” عليه ان يقتل الذي امامه ” , عليه ان يُبيده , عليه ان يمحيه من الوجود , هذا اذا كان قريب من القمه , اما اذا كان غير ذلك .. عليه في البدايه ان يُبيد كل الذين امامه حتى يصل الى القمه .. تبدو صعبه , وانا مُتأكد ان صاحب القمه ايضاً لا يحضى بالراحه الكامله , فالازعاج شديد حوله ..
لكي تكون افضل مني , عليك ان تتجاوزني , لا ان تجعلني ابكي للحظات بسيطه , لانك ان فعلت ذلك فأنت جعلت من دموعي سوط على جسدي , يُشعرني بالالم , الذي مايلبث ان يلتئم , فأنظر اليك ” من اعلى ” وبغضب , حينها تكون كالفأر الذي علِم اهل الدار جُحره , فيظل حبيس ذلك الجحر ايام طويله , فيضطر للخروج , لكن حينها سيكون الى ” حتفه ” ! اسوء شئ .. الا تكون في القمه , لأنك ستضطر للجلوس في مكان عام , حيث الجميع ” مثلك ” وربما البعض افضل منك , تضطر في احيان كثيره ان تفعل اشياء تجذب الانظار اليك , تنجح في ذلك في اوقات مُعينه , ثم ماتلبث الانظار الا وتتجه الى صاحب القمه , سيكون عليك حينها ان تُعيد الكره , ايضاً لن يكون ذلك لوقت طويل , لان الاعين مُنشغله بصاحب القمه , ينتظرون عثرته , ويُطلقون الفلاشات اتجاهه كلما اقتربوا , ليس فخراً به .. بل ابتهاج بأقترابهم منه !
اقدر كثيراً الافراح التي اجتاحت كاتلونيا عندما اسقطت مدريد في عقر دارها ” سانتياجوبرنابيو ” بـ 6 اهداف , التاريخ لن ينساها , كما الكتالونيين والمدريديين انفسهم لن يفعلوا ذلك , منهم المُحبط , ومنهم السعيد . بالنسبة لي , اصبحت هذه الخساره من ” الماضي ” , لانها حدثت قبل ” يومين ” .. واستغرب ان الكثير مازال يتذكرها جيداً , اذا احد يُريد ان يحاورني بشئ حدث في الماضي , عليه ان يتقبل كل الاشياء التي سأقولها له والتي حدثت في ” الماضي ” , ماحدث في البرنابيو ” جزء ” من التاريخ , الفارق اننا ” عشناه ” , الكتالوني الذي ولد هذا اليوم - اذا اتبع نهج الكتلان بتجنب الحديث عن التاريخ - لن يستطيع للاسف ان يتحدث عن هذه الخساره للمدريدي الذي ولد هذا اليوم !
الحياه مليئه بالعُقد , والكل يسخر من عُقده , تجد المدريدي دائماً يسخر من ” المُتعه ” , بينما الكتالوني يسخر من ” التاريخ ” , ولكن الحياه ايضاً تحتوي اشياء ” دائمه ” واخرى ” مؤقته ” , وابرز ايقوناتها الدائمه هي ” التاريخ ” , أنا أُهنئ كل كتالوني ” يعيش الان ” لانه حصل على مُبتغاه , لكن ماذا عن الكتالوني الذي ولد عام 2006 وتوفي عام 2008 ؟! مسكين ! كان وقتها يحتاج الى التاريخ حتى يدافع عن فريقه , لكنه انصدم مرتين , مره بالتاريخ ومره بالمتعه التي لم يُوفرها له فريقه في ذلك الوقت , مات تعيساً , والان ذووه يتمنون له حياه اخرى سعيده .. أأتني بتاريخ اي مدريدي , تجده سعيداً دائماً , ان ابدع الفريق نفخ صدره في القمه وحضي بكل شئ , وان سقط .. بكى ” في قمته ” , دون ان يتزحزح , لانه يملك سلاح فتاك , سلاح ” التاريخ ” الذي يكون حاد عندما تكون الالسن من حوله حاده !
6 أهداف .. وأن ؟؟! .. كانت ستكون في الذهاب لو ان مدريد لم تُدافع , عرف مدريد انه ” ضعيف ” هذا الموسم وبرشلونه ” قوي ” ودافع , فقام الكتالونيين يسخرون من الطريقه التي انتهجها , في الاياب هاجم وفتح الملعب كما يريدون , وجاءوا يسخرون من النتيجه , السخريه عند هؤلاء القوم تبدو ” صفه ” , تاره يسخرون من الدفاع رغم انه استطاع ان يتصدى لهم , وتاره يسخرون من الهجوم رغم انه مكنهم من تسجيل الاهداف والفوز , يسخرون من التاريخ نفسه اذا تحدث به المدريدي , ويفتخرون بتاريخهم امام تشلسي الانجليزي , في حين انهم يسخرون من تاريخه ! انهم ” يستخدمون ” وقت الحاجه , لانهم مع العامه , يصرخون فقط ليُسمع صوتهم , بينما ذاك الابيض الذي في القمه ليس بحاجه لشئ , يملك التاريخ ” دوماً ” , والجميع يعلمون ذلك , وليس بحاجه ان يفتح مكبرات الصوت , او ان يصرخ كمن لا يملك المُكبرات لكي يقول من انا ! لانه يعلم كما الجميع , ان عثرات سنين قليله لا تحرك ساكنا , هو فقط يبكي في مكانه اذا احتاج ذلك ..
مدريد الان تبكي , ارى امواج دموعها تتلاطم بعنف , طاردةً مراكب حراسها الى شواطئها , وكاشفه صدرها لسهام العواصف , ايدي الحراس تعمل ليل نهار لتعود مركباتهم الى حماية قلبها , الى تطمين العاشقين عن حالها , فقلب مدريد كبير .. وقلبه قلبي . كانت برشلونه تسجل , وانا انظر الى فانيلة مدريد .. كل ماسجلت هدف , احاول ان اسخر حواسي وادراكي في خطوط فانيلتها .. يبدو الامر جد مُسلي , لم اشعر بشئ سيئ , سوى قليل من الاحباط , آخر لاعب من مدريد يُغادر الملعب , اضطرني الى ان انظر اليه حتى يغيب .. وانتظر بشغف نهاية الاسبوع القادم لانظر للفانيله مره اخرى ..
انصبوا احدى عشر كتاب تاريخ في البرنابيو واكسوها بفانيلة مدريد , واجعلوا ميسي ورفاقه يلعبون بمتعه , حول جمادات لا تتحرك لمدة تسعين دقيقه , ان فازت برشلونه حينها ستبيد مدريد !
في مباراة السبت , كل ما حدث هو ان مدريد كانت برواز للوحه جميله علقته على جدار غرفتي وبرشلونه زينته , هيا مدريد .. متى تأتي مباراة فالنسيا ؟! اريد ان اراك ..
المصدر:
http://www.binary-zone.com/2009/05/09/%d8%a3%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%b4%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8f%d8%ad%d8%a8%d8%b7/